أنين الروح

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

مدونتى

مش مصدق انى لقيت مدونتى تانى :)

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

أوعى تبيع نفسك

أحلام وأمنيات وخيال يتسع لأبعد من هذه السماء الزرقاء واكثر اتساعاً من هذا الكون المترامى الاطراف
وانا كشاب فى رحلتى الى تحقيق احلامى وخيالاتى اصدم بواقع مرير لا يعترف بأحلامى ولا يبدى اى اهتمام بأهدافى بل يتجاهلنى ويشعرنى بأنى زائد على هذا المجتمع وليس لى مكان بين المجتمع المتحضر .. رأيت احلامى تتبعثر امام عينى , فكانت صرختى تلقائية لاااااااااااا.....
ثم عدت احمل همى على كتفى , مع استرجاع لأيام مضت وسنين بقيت فى الذاكره بما فيها من تعب وجهد ومشقه ومع كل نقطة عرق كانت أحلامى تتراقص أمام عينى , وفى لحظة صمت أخذت أفكر لماذا هذا الواقع العنيد البغيض يلاحقنا .. وما السبب فى ذلك هل نحن كمجتمع يستحق ذلك ام انه ظلم من المسؤلين وأولى الأمر وبعد تفكير عميق لم أصل الى جواب شافى .. وبعد فتره ليست بالقريبه ومع الاحتكاك بالعديد من شرائح المجتمع وجدت السبب وكان من المفترض ان اصرخ وجدتها وجدتها ... ولكنى لم أجد الحل بل وجدت السبب فى مشاكلنا المتلاحقه ,
وهو دون تفصيل هم شريحه فى مجتمعنا تعيش بيننا بل يجب ان نقول نحن نعيش بينهم لأنهم الاغلب للاسف وصفهم رجال الدين ب (المنافقين ) وقد وصفهم الفلسفيون والمثقفون بأنهم ( الوصوليون ) ومن اسمهم سيتضح لنا ان لديهم اهداف وغايات ويسعون اليها بجد واجتهاد يحسدوا عليه حقيقة , ولكن هذا الجهد والاجتهاد ليس له ضوابط تحكمه ولا اخلاقيات تضبطه فهؤلاء الناس يضحون بالقريب والبعيد والصاحب والصديق بل والعشيره من أجل أنفسهم ومن أجل تحقيق مغنم شخصى , فليس لهم مبدأ ولا تحكمهم لوائح وقوانين بل تحركهم المصالح والمنافع الشخصية ,
هؤلاء الناس زينوا لأصحاب الباطل باطلهم وللمفسدين افسادهم فهم اخطر من الفاسدين على المجتمع
وبالمثال يتضح المقال :
كان لى صديق عزيزا على وفوجئت ونحن نتبادل اطراف الحديث انه عضوا فى احد الاحزاب فسألته وما الذى يعجبك فى هذا الحزب بالذات ؟ فقال لى ((مصلحه)) فأنا من الممكن ان يكون لى وضع فى هذا الحزب مستقبلا , فقلت له الم تكن من الذين اعترضوا على هذا الحزب بسبب برامجه العقيمه وكثرة الفاسدين فيه . فقال نعم فقلت له وهل تغير شيء ؟!!! فسكت ثم قال لى اذا اردت ان تكبر فى هذا البلد يجب ان تكون منهم فقلت له اذا انت اخترت ان تكون مع هذا الحزب لمصلحتك الشخصية فقال نعم ., فقلت له انت من اعطى للباطل شرعية
والان اصرخ فيكم جميعا احذرا من الوصوليون فهم معنا وحولنا لا يرون الا انفسهم ويعملون بقاعدة (( انا ومن بعدى الطوفان ))
والسلام خير ختام

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

what's up?


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ماذا بعد ؟

رمضان ... هذا الشهر العظيم سوف اشتاق اليه وافتقد ايامه واوقاته واصدقائه


هل ياترى مقدّر لنا اللقاء مره أخرى أما انها كانت الفرصه الاخيره ....


انتهى رمضان .. وما كاد يغرب نوره الا وانتشرت الفتن والشياطين من الانس والجن

وأحداث متتالية بسرعه رهيبه وكأنك فى حادث تصادم ولا تستطيع السيطره على حركتك


اصابه فى قدمى اليمنى ..

اقتحام المسجد الاقصى ..

سحب تقرير غولدستون من مجلس الامن ..وموقف السلطه الفلسطينية المخزى
دخول المدارس وانفلونزا الخنازير وتضارب التصريحات فى هذا الشأن

تصريح شيخ الازهر وكلامه عن النقاب ..

منع المنتقبات من الدخول الى الجامعات والمدن الجامعية والمصالح الحكومية ..

المصالحه الفلسطينية فى القاهرة وما بها من غموض ..

مشاكل فى العمل ..

كلها كانت احداث متسارعه ومتداخله اصابتنى بالتشتت والاحساس بعدم الاتزان

ربما لأنى انشغلت بهمومى الخاصه أكثر مما يجب

أشعر بأنى عروسه ماريونت او ريشه فى الهواء

لا استطيع التحكم فى نفسى والامساك بزمام الامور

ربما لأن هذا من سمات وطننا العزيز

انا ساخط وناقم على هذه الحكومه كما انى اسأل لها الهداية

وساخط أكثر على هذا الشعب الذى أصبحت السلبية صفه ملازمه له

......

ومع كل هذا انا متفائل


الخميس، 30 يوليو 2009

رمضان قرب .. يلا نقرب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ايام معدوده لا نكاد نشعر بها ويطل علينا لا اقول ضيف ولكن اقول فرصه ومنحه عظيمه الا وهى شهر رمضان الكريم


وفى كل عام اتحدث الى نفسى بأنى سوف اكون انسان اخر فى رمضان وبالفعل يكون فى اول الشهر حالى كالملاك اذكار واوراد قرآن وصلاة فى المسجد وقيام وتهجد وما ان يأتى على نصف الشهر الا وذهبت عنى لذة الطاعه وشعرت بانتهاء الشهر واصبت بالفطور اذا ما الحل حتى لا يحد ث لى ما يحدث كل عام ...

اولا - فكرت فى الاستعداد للشهر بالتزام بعض الامور حتى اخرج من رمضان وانا اصبحت ملتزما ببعضها على الاقل مثل القيام فما المانع ان اصلى ركعتين خفيفتين يوميا قبل النوم


ثانيا - ممارسة الصمت وعدم التكلم الا فيما يفيد وضرورى


ثالثاً - قلة الضحك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " كثرة الضحك تميت القلب " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

رابعا - أجتهد انى اشارك فى الاعمال الخيرية حتى تكون قربة الى الله


وخاصة اننا فى شهر شعبان ودا شهر بترفع فيه اعمال السنه كلها وزى ما احنا عارفين الاعمال بالخواتيم


ياريت تنصحونى ايه رأيكم استعد ازاى لشهر رمضان.... وجزاكم الله خيرا


الأربعاء، 28 يناير 2009

Tell me why ?






وهذة كلمات الأغنية : مع ترجمة متواضعة لها

In my dreams, Children sing
A song of love for every boy and girl
The sky is blue, the fields are green
And laughter is the language of the world
Then I wake and all I see is a world full of people in need

في احلامي كنت أرى الأطفال يغنون أغنيات الحب لكل طفل وطفله
ارى السماء زرقاء والحقول خضراء والضحكات تملئى الدينا والحب هو لغة العالم
ولكن أستيقضت من حلمي على عالم ملئي بالمحتاجين

Tell me why,(why) does it have to be like this
Tell me why, (why) is there something I have missed
Tell me why, (why) cause I don't understand
When so many need somebody
We don't give a helping hand
Tell me why

قولوا لي لماذا : المفروض أن لاتكون الدينا بهذة البشاعة
أم أن هناك ما أفتقده هل أنا لا ادرك
لماذا نرى الكثير من المحتاجين ولا نمد لهم يد العون

Every day, I ask myself
what will I have to do to be a man
Do I have, to stand and fight
To prove to everybody who I am
Is that what my life is for?
To waste in a world full of war

كل يوم أسئل نفسي ماذا عساي ان أفعل حتى أكون رجلآ
هل يتوجب عليه أن أقف وأحارب حتى أثبت للعالم من أكون

هل هذا ما خلقت من أجله
أن أجعل العالم ساحة للحرب

Tell me why, (why) does it have to be like this
Tell me why, (why) is there something I have missed
Tell me why,(why) cause I don't understand
When so many needs somebody
We don't give a helping hand
Tell me why (Tell me why)
Tell me why (Tell me why)
Tell me why (Tell me why)
Just tell me why (why, why, why)

قولوا لي لماذا لأنني لا أفهم الاسباب التي تدفع الى هذا العبث والتجاهل للأخرين من بني البشر وسلبهم حتى لقمة العيش

Tell me why, (why) does it have to be like this
Tell me why, (why) is there something I have missed
Tell me why, (why) cause I don't understand
When so many need somebody
We don't give a helping hand
Tell me why (Why why, does the tigers run?)
Tell me why (Why why, do we shoot the gun?)
Tell me why (Why why, do we never learn?)
Can someone tell us why we let the forests burn

قولوا لي لماذا نطلق النار على الحيوانات
لماذا نحرق الطبيعة
الا نتعلم أنها لم تخلق للعبث

(why why do we say we can?) tell me why
(why why is it still the same?) tell me why
(why why do we talk and run?) tell me why
can someone tell us why we let the ocean die

هل من احد يخبرني لماذا نقتل المحيط برمي المخلفات

(why why do we always say?) tell me why
(why why do we pass the blame?) tell me why
(why why does it never rain?)
can someone tell us why we cannot just be friends

قولوا لي لماذا لا نكون أصدقاء تجمعنا الأنسانية

(why why do we close our eyes?)
(why why do we really lie?)
(why why do we fight for land?)
can someone tell us why cause we don't understand
why why?





الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

انما المؤمنون اخوة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما تختلط الاوراق وتختلف الافكار وتتباين المواقف لابد من وجود مرجعية ثابته يستمد منها الانسان تحركاته وانتمائاته والاهم من ذلك معتقداته ومواقفه

للاسف نجح الاحتلال قديما فى وضع حدود بين الدول العربيه بعد ان كانت دولة واحده والذى يزعجنى ويأرق فكرى

اننا كمسلمين وكعرب اصبحنا نؤمن بالحدود التى وضعها لنا الغرب عن قصد عملا بنظرية (( فرّق تسد )) وعندما ننصاع الى هذه المخطاطات الصهيونية يصبح جسد الامه الاسلامية عباره عن اجزاء متفرقه

كل جزء يعمل لمصلحته هو فقط ولو على حساب احد الاجزاء الاخرى

ومن هنا كان يجب علينا ان نؤكد لأمتنا الاسلاميه كمسلمين لا يؤمنون بالحدود التى وضعها الاحتلال الغازى على ارضنا فى احد العصور التى اتسمت الدوله الاسلاميه فيها بالضعف


ان الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز ((انما المؤمنون اخوه )) وقال تعالى ((ان هذه امتكم امة واحده وانا ربكم فاعبدون ))ولم يقل انما المصريون او الفلسطينيون او العراقيون كما قالها الاحتلال

وان الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( مثل المسلمين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))

وقال ايضا صلى الله عليه وسلم (( انصر اخاك ظالما او مظلوما قالو ننصره مظلوما ولكن كيف ننصره ظالم , قال صلى الله عليه وسلم تمنعه عن ظلمه ))

وقال ايضا صلى الله عليه وسلم (( لأن يهدم البيت الحرام حجرا على حجر خير عند الله من ان يراق دم امرء مسلم )) او كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

ونجد هنا ان الرسول جعل الاخوة بين المسلمين كافة بل جعل حرمة المسلم اقوى من حرمة البيت الحرام

فنحن امة واحده لانؤمن بحدود لاسياسية ولا جغرافية ولا استراتيجية

وكل مسلم اعتقد غير هذا فهو يفهم الاسلام فهما خاطئاً

فانتمائنا الاول كمسلمين للاسلام

ثم للقومية العربيه بعد ذلك

ثم لدولتنا مصر او فلسطين اوايطاليا او فرنسا او اى بلد اخرى

ثم الى انسانيتنا من بنى البشر وكلنا من آدم وحواء

بمعنى انه اذا توقف اخى المسلم الامريكى امام عربى غير مسلم انصر اخى المسلم الاميركى كما وضح الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث السابق

ويجب ان لا ننظر الى مصالحى الشخصية اذا تعارضة مع مصلحة اخوانى المسلمين ولكن يجب ان يكون هناك توافق بيننا كمسلمين

لا يجب ان تكون نظرتنا الى اخواننا فى فلسطين انسانية بل هى اسلاميه ثم عربيه ثم انسانية


























الثلاثاء، 22 يوليو 2008

غراميات محب للدعوة



غراميات محب للدعوة

دعوتي جنتي، تحت الظلال والثمار والهواء العليل، تلسعني الدنيا بجفاء أهلها وقسوة معيشتها فآوي إلى ظل دعوتي الظليل أتبرد به من لفح حر الدنيا وأهلها.

إن ضاق صدري يتسع برؤية أخٍ أحبه.

وإن سمت نفسي تهدأ وتسعد بجلسةٍ حانية بين إخواني أجلسها.

وإن زاد همي أو تذكرت ميعادَ دينٍ حلَّ وقته أهرع إلى وردي من كتاب الله أقرؤه، فما أكاد أنهيه إلا وأشعر أن هموم الدنيا وكرباتها قد ارتحلت وولَّت عن قلبي السعيد وصدري الفسيح، باختصار دعوتي مستراحي ومؤتنسي.

وددت لو أني خرجت بحبها صارخًا بين الناس في الحارات والأزقة، مناديًا عليهم ليذوقوا حلاوتها، وينعموا بلذتها، بل وددت أن أدخل كل ملهى ليلي أو مرقص فاحش، وأقول لكل مَن يحتضن كأسًا أو غانية أو يتراقص مترنِّحًا منتشيًا، وددت لو ذهبت إليهم وقلت لهم: إن تلذذي بدعوتي وحبِّي لها يفوق انتشاءكم جميعًا بالكؤوس والمغنيات، وددت.. وددت.. وددت.. فما أحلاكِ يا دعوتي.. يا من كنتُ غريقًا فأنقذني الله بك.. ومريضًا بكل أدواء الدنيا فعافاني الله بك.. وضالاًّ أكثر من ضلال الدنيا فهداني الله بك..!!

تُرى كيف أرد لكِ الجميل.. بالمال؟ فكل أموال الدنيا لا تساوي لحظةً بين أحضانك بالوقت، ليت إخواني يُمدونني ببعض أوقاتهم الضائعة فأضيفها إلى وقتي الذي لا يكاد يكفيني.. يا حبة القلب بالعمر؟ وهل العمر يكفي دعوةً نقلني الله بها من الأموات إلى الأحياء؟!

كل ما أملكه لكِ يا حبيبتي.. قلب متعلق بكِ، ويقدمكِ في المنزلة على الوالد والزوجة والأولاد والخلاَّن، وحياة قصيرة بكل ما فيها من وقت ومال وجهد لا تساوي ملامة ظفر أمام ما منحتيني إياه.. فهل تقبليهم مني؟!

دعوتي حبيبتي

الناس يشربون فيرتوون، ويأكلون فيشبعون، وأنا أعجب أشدَّ العجب لحالي معكِ.. كلما شربت من كأس حبك ازددتُّ عطشًا، وكلما نهلت من فيض قربكِ ازددت نهمًا.. فماذا أفعل؟! فقربُك يُزيدني حنينًا.. وبُعدك يقطعني أنينًا..!! ليت شعري!! كيف يعرفكِ إخواني ويهجرونكِ؟ أم كيف يأتنسون بك ويعقُّونكِ؟ آهٍ لو يذوقون ما أذوق؛ لطرقوا أبواب الناس ليلاً من فرط لهفهم على دعوتهم.

آهٍ لو يحسون ما أحس لخاصموا النوم، وانطلقوا إلى نفوس الناس فطهروها، وإلى قلوبهم فزكوها وإلى الله ردُّوها.. آهٍ لو يحسون ما أحس لأجَّلوا الراحة حتى القبور، لكن.. لا عليكِ يا دعوتي، غدًا يعشقونكِ مثلنا، يقبلون يديك ورجليك، ويرتمون بين أحضانك، معتذرين عن كل لحظة هجروكِ فيها وقصروا في حقكِ..!!

والآن يا دعوتي

أستأذنك أن أنشغل بكِ عنكِ، فورائي الآن موعد مع الإخوان، ننظر أحوال الأمة، وننشر نورَكِ في العالمين، ولي رجاءٌ أخير: أقرِئي رسولَ الله سلامي وقُولي له: على دربكَ يصنع بين الناس صنيعك، ويسلك سبيلك؛ طمعًا في شربة من يديك، ورغبةً في رفقتك، فلا تحرمه شفاعتك، وهذا أقصى مُناي.. والسلام عليكم.


الأحد، 11 مايو 2008

ابن الاسلام بالنسب وابنه بالتبنّى




أبناء الدعوة بالنسب وأبناؤها بالتبني
للدعوة ابنان، أحدهما بالنسب والآخر بالتبني :
أما الأول فسمته سمتها، ونوره نورها، وبهاؤه بهاؤها:
1- تشعر عندما تراه أنه ربيب القرآن، وخريج جامعته، ينطق الصدق، ويتحرك بين الناس بآداب النبوة، وكأنه كان يعيش مع نبيه- صلى الله عليه وسلم- تحت سقف واحد، إن حضر تعلَّقت بمحيَّاه العيون، وإن غاب اشتاقت إليه القلوب، يغار على حرمات الله أكثر من غيرته على حرماته هو.

2- يشعر في قرارة نفسه أنه ابن الدعوة الوحيد، وكأنها لم تُنجِبْ إلا هو؛ فهو في المسجد يجمع الناس على الخير، وفي العمل له في قلب كل صاحب له مكان، يعود المريض، ويواسي المجروح، وينصح المخطئ في رفق، وهو بين أهله مصباح البيت، وعافية البدن، وشمس النهار، وللدعوة في قلبه كرسي الملك، نهاره في أمورها، وليله مشغول بها وفيها، جسده بين أهله، وعقله مع الأمة الجريحة، يفكر في أمر شبابها وشيبها، ونسائها وأطفالها، وما يحيط بهم من فتن يدبرها شياطين الإنس والجن..!!

3- كم بكى ليالي لفلان العاصي، وعلان الشارد، وفلانة الهائمة على وجهها، ناسيةً ربها، ناكبة طريقه!! كم اعتل بدنه من غير علة، وما به من علة إلا جرح المسلمين الغائر من كل منطقة من جسده، دماء المسلمين تنزف من جسده، وتأوهات اليتامى والثكالى تخرج من قلبه، وبيوتهم تُهدم فوق رأسه، يجوعون فيجوع، ويشبعون فيشبع، ماله للدعوة، ووقته للدين0
ومع ذلك يقول ما قاله أويس القرني بعد أن تصدق بكل ما يملك.. من مال، وطعام، وثياب، حتى جلس في بيته عريانًا.. ثم قال: "اللهم.. أبرأ إليك من كل كبد جائع من أمة محمد في أي مكان".

ذلك هو ابن الدعوة بالنسب، وحقَّ لمثله أن يفتخر بهذا النسب العظيم، الذي حرم منه الملايين وإن ادعوه ونسبوا أنفسهم إليه.

أما ابن الدعوة بالتبني فيعجبك رسمه ومنطقه ورونقه،
1- لكن ما إن تصحبه أيامًا إلا ويتبين لك انطفاءُ نورِ الوجه أو خفوته؛ جرَّاء تركه لأوراده وأذكاره، يُثبت لنفسه الأخلاق باللسان والواقع ينفيها بألف دليل وبرهان، الدعوة حاضرةٌ في كلامه غائبةٌ في أفعاله، ألِفَت نفسُه القعود، وتعوَّد قلبُه الركود؛ فلم يحرك فيه ساكنًا ضياعُ الشباب، ولا سفكُ الدماء، ولا تنكيسُ رايات الحق، وعلوُّ رايات الباطل في كثيرٍ من الميادين..!!

2- إن قيل له أدرِك مالَك هرع وأسرع، وإن قيل له أدرِك دينَك ودعوتَك كأن لم يسمع، ليله رقاد، ونهاره غفلة، وكأن بينه وبين آهات المعذبين وصرخات المكلومين آلافَ الحُجُب، لا يروعه خلوُّ مسجده من لمسات الدعاة، أو فراغُ حيِّه من آثار الهداة، تمتلئ المواخير بالفجار، وتفرغ المساجد من الأطهار، ويهجم الباطل على الحق في بيته وشارعه وعمله ومجتمعه ولا يهتم، ثم يقول لك أنا ابن الدعوة، ونسي هذا المسكين أن النسب له قرائن، وأن التبني حرام في الإسلام، فنسبته للدعوة باطلةٌ حتى وإن اقسم ألف يمين.

فكلٌ يدَّعي وصــــــــلاً بليلى وليلى لا تُقرُّ لهــــم بذاكَ
إذا اشتبكت دموعٌ في جفونٍ تبيَّن من بكى ممن تباكى

فأدرِك نفسك يا ابن الدعوة، وحقِّق القرائن تظلَّك الدعوة بظلِّها، وتحضنْك مع أهلها.. يوم لا ينفع إلا العمل0

الأحد، 13 أبريل 2008

زفرات قلب


يـا قلبُ ماذا دَهَاكا *** وهَـاجَ فيكَ بُكاكا

وَبتَّ في سُـوءِ حالٍ *** وليسَ ترجُـو فِكاكا

قدْ قيَّدتكَ ذُنُوبٌ *** وأتْعبتْكَ عِرَاكا

يـا قلبُ قد كان يوماً *** كلامُ ربِّي ضِيَـاكا

وكنتَ تهفُو لأُخْرَى *** وجنَّةٍ في سَمَـاكا

وكوثَرٍ سلْسَبيْلٍ *** بهِ ستروي ظَمَـاكا

وغمْسَةٍ في نَعِيْمٍ *** بها ستَنْسَى شَقَـاكا

يـا قلبُ ما زلتَ تبْكي *** علَى حَبِيْبٍ جَفَـاكا

وسِرْتَ في رَكْبِ ليلَى *** ولَحْظِهَا إذ رَمَـاكا

وطارتِ الرُّوحُ شَوْقَاً *** لمَرْتَعٍ في صِبَـاكا

ونَالَ منكَ قَرِيْنٌ *** إذْ قَدْ تَبِعْتَ هَـوَاكا

يا قلبُ كمْ كُنْتَ تَحْيَا *** بدَمْعَةٍ في دُجَـاكا

وَوَقْفَةٍ في خُشُوْعٍ *** بِجُنْحِ لَيْلٍ طَـوَاكا

وَرُحْتَ تَرْفَعُ كَفَّاً *** لخَالقٍ قَدْ بَرَاكا

ورَوْضَةُ الذِّكْرِ تجْلُو *** من الذُّنُوبِ صَـدَاكا

وخشيةٌ من إلهٍ *** قدْ أُلْبِسَتْ من حَيَاكا

فَذُقْتَ فيها نَعِيْمَاً *** به الرَّحيمُ اصْطَفَاكا

وكنتَ دَهْراً بخَيرٍ *** يفوحُ مِسْكاً شَذَاكا

و شمسُ حـقٍّ تجلَّتْ *** على طَريْقِ خُطَاكا

وبدرُ تِمٍّ بليلٍ *** وهِمَّةٌ لا تُحَاكى

ولمْ تذُق مُرَّ ذنبٍ *** به الرَّجيمُ كـَواكا

يا قلبُ هل من قُفُولٍ ؟ *** إلى دُرُوبِ هُدَاكا

هلْ منْ بُكاءٍ ونَوْحٍ ؟ *** ممَّا ترَاهُ اعتَـرَاكا

يمَّمْـتَ شرْقاً وغَرْباً *** فَآنَ رَجْعُ صَـدَاكا

وقُلْ إلهِي غَرِيْبٌ *** يهفُو لفَيْضِ نـَدَاكا

ونفحةٌ منْ رحِيمٍ *** تُزِيلُ راناً عَلاكا

يـا راحماً ضَعْفَ قَلبٍ *** ما عَاد يقـْوى حِرَاكا

أتَاكَ عبْــدُكَ يَرْنُو *** لمنْحَةٍ منْ عَطَـاكا

تتــوبُ فيها عليْهِ *** فمَنْ يُرَجَّى سـِوَاكا