أبناء الدعوة بالنسب وأبناؤها بالتبني
للدعوة ابنان، أحدهما بالنسب والآخر بالتبني :
أما الأول فسمته سمتها، ونوره نورها، وبهاؤه بهاؤها:
1- تشعر عندما تراه أنه ربيب القرآن، وخريج جامعته، ينطق الصدق، ويتحرك بين الناس بآداب النبوة، وكأنه كان يعيش مع نبيه- صلى الله عليه وسلم- تحت سقف واحد، إن حضر تعلَّقت بمحيَّاه العيون، وإن غاب اشتاقت إليه القلوب، يغار على حرمات الله أكثر من غيرته على حرماته هو.
2- يشعر في قرارة نفسه أنه ابن الدعوة الوحيد، وكأنها لم تُنجِبْ إلا هو؛ فهو في المسجد يجمع الناس على الخير، وفي العمل له في قلب كل صاحب له مكان، يعود المريض، ويواسي المجروح، وينصح المخطئ في رفق، وهو بين أهله مصباح البيت، وعافية البدن، وشمس النهار، وللدعوة في قلبه كرسي الملك، نهاره في أمورها، وليله مشغول بها وفيها، جسده بين أهله، وعقله مع الأمة الجريحة، يفكر في أمر شبابها وشيبها، ونسائها وأطفالها، وما يحيط بهم من فتن يدبرها شياطين الإنس والجن..!!
3- كم بكى ليالي لفلان العاصي، وعلان الشارد، وفلانة الهائمة على وجهها، ناسيةً ربها، ناكبة طريقه!! كم اعتل بدنه من غير علة، وما به من علة إلا جرح المسلمين الغائر من كل منطقة من جسده، دماء المسلمين تنزف من جسده، وتأوهات اليتامى والثكالى تخرج من قلبه، وبيوتهم تُهدم فوق رأسه، يجوعون فيجوع، ويشبعون فيشبع، ماله للدعوة، ووقته للدين0
ومع ذلك يقول ما قاله أويس القرني بعد أن تصدق بكل ما يملك.. من مال، وطعام، وثياب، حتى جلس في بيته عريانًا.. ثم قال: "اللهم.. أبرأ إليك من كل كبد جائع من أمة محمد في أي مكان".
ذلك هو ابن الدعوة بالنسب، وحقَّ لمثله أن يفتخر بهذا النسب العظيم، الذي حرم منه الملايين وإن ادعوه ونسبوا أنفسهم إليه.
أما ابن الدعوة بالتبني فيعجبك رسمه ومنطقه ورونقه،
1- لكن ما إن تصحبه أيامًا إلا ويتبين لك انطفاءُ نورِ الوجه أو خفوته؛ جرَّاء تركه لأوراده وأذكاره، يُثبت لنفسه الأخلاق باللسان والواقع ينفيها بألف دليل وبرهان، الدعوة حاضرةٌ في كلامه غائبةٌ في أفعاله، ألِفَت نفسُه القعود، وتعوَّد قلبُه الركود؛ فلم يحرك فيه ساكنًا ضياعُ الشباب، ولا سفكُ الدماء، ولا تنكيسُ رايات الحق، وعلوُّ رايات الباطل في كثيرٍ من الميادين..!!
2- إن قيل له أدرِك مالَك هرع وأسرع، وإن قيل له أدرِك دينَك ودعوتَك كأن لم يسمع، ليله رقاد، ونهاره غفلة، وكأن بينه وبين آهات المعذبين وصرخات المكلومين آلافَ الحُجُب، لا يروعه خلوُّ مسجده من لمسات الدعاة، أو فراغُ حيِّه من آثار الهداة، تمتلئ المواخير بالفجار، وتفرغ المساجد من الأطهار، ويهجم الباطل على الحق في بيته وشارعه وعمله ومجتمعه ولا يهتم، ثم يقول لك أنا ابن الدعوة، ونسي هذا المسكين أن النسب له قرائن، وأن التبني حرام في الإسلام، فنسبته للدعوة باطلةٌ حتى وإن اقسم ألف يمين.
فكلٌ يدَّعي وصــــــــلاً بليلى وليلى لا تُقرُّ لهــــم بذاكَ
إذا اشتبكت دموعٌ في جفونٍ تبيَّن من بكى ممن تباكى
فأدرِك نفسك يا ابن الدعوة، وحقِّق القرائن تظلَّك الدعوة بظلِّها، وتحضنْك مع أهلها.. يوم لا ينفع إلا العمل0
للدعوة ابنان، أحدهما بالنسب والآخر بالتبني :
أما الأول فسمته سمتها، ونوره نورها، وبهاؤه بهاؤها:
1- تشعر عندما تراه أنه ربيب القرآن، وخريج جامعته، ينطق الصدق، ويتحرك بين الناس بآداب النبوة، وكأنه كان يعيش مع نبيه- صلى الله عليه وسلم- تحت سقف واحد، إن حضر تعلَّقت بمحيَّاه العيون، وإن غاب اشتاقت إليه القلوب، يغار على حرمات الله أكثر من غيرته على حرماته هو.
2- يشعر في قرارة نفسه أنه ابن الدعوة الوحيد، وكأنها لم تُنجِبْ إلا هو؛ فهو في المسجد يجمع الناس على الخير، وفي العمل له في قلب كل صاحب له مكان، يعود المريض، ويواسي المجروح، وينصح المخطئ في رفق، وهو بين أهله مصباح البيت، وعافية البدن، وشمس النهار، وللدعوة في قلبه كرسي الملك، نهاره في أمورها، وليله مشغول بها وفيها، جسده بين أهله، وعقله مع الأمة الجريحة، يفكر في أمر شبابها وشيبها، ونسائها وأطفالها، وما يحيط بهم من فتن يدبرها شياطين الإنس والجن..!!
3- كم بكى ليالي لفلان العاصي، وعلان الشارد، وفلانة الهائمة على وجهها، ناسيةً ربها، ناكبة طريقه!! كم اعتل بدنه من غير علة، وما به من علة إلا جرح المسلمين الغائر من كل منطقة من جسده، دماء المسلمين تنزف من جسده، وتأوهات اليتامى والثكالى تخرج من قلبه، وبيوتهم تُهدم فوق رأسه، يجوعون فيجوع، ويشبعون فيشبع، ماله للدعوة، ووقته للدين0
ومع ذلك يقول ما قاله أويس القرني بعد أن تصدق بكل ما يملك.. من مال، وطعام، وثياب، حتى جلس في بيته عريانًا.. ثم قال: "اللهم.. أبرأ إليك من كل كبد جائع من أمة محمد في أي مكان".
ذلك هو ابن الدعوة بالنسب، وحقَّ لمثله أن يفتخر بهذا النسب العظيم، الذي حرم منه الملايين وإن ادعوه ونسبوا أنفسهم إليه.
أما ابن الدعوة بالتبني فيعجبك رسمه ومنطقه ورونقه،
1- لكن ما إن تصحبه أيامًا إلا ويتبين لك انطفاءُ نورِ الوجه أو خفوته؛ جرَّاء تركه لأوراده وأذكاره، يُثبت لنفسه الأخلاق باللسان والواقع ينفيها بألف دليل وبرهان، الدعوة حاضرةٌ في كلامه غائبةٌ في أفعاله، ألِفَت نفسُه القعود، وتعوَّد قلبُه الركود؛ فلم يحرك فيه ساكنًا ضياعُ الشباب، ولا سفكُ الدماء، ولا تنكيسُ رايات الحق، وعلوُّ رايات الباطل في كثيرٍ من الميادين..!!
2- إن قيل له أدرِك مالَك هرع وأسرع، وإن قيل له أدرِك دينَك ودعوتَك كأن لم يسمع، ليله رقاد، ونهاره غفلة، وكأن بينه وبين آهات المعذبين وصرخات المكلومين آلافَ الحُجُب، لا يروعه خلوُّ مسجده من لمسات الدعاة، أو فراغُ حيِّه من آثار الهداة، تمتلئ المواخير بالفجار، وتفرغ المساجد من الأطهار، ويهجم الباطل على الحق في بيته وشارعه وعمله ومجتمعه ولا يهتم، ثم يقول لك أنا ابن الدعوة، ونسي هذا المسكين أن النسب له قرائن، وأن التبني حرام في الإسلام، فنسبته للدعوة باطلةٌ حتى وإن اقسم ألف يمين.
فكلٌ يدَّعي وصــــــــلاً بليلى وليلى لا تُقرُّ لهــــم بذاكَ
إذا اشتبكت دموعٌ في جفونٍ تبيَّن من بكى ممن تباكى
فأدرِك نفسك يا ابن الدعوة، وحقِّق القرائن تظلَّك الدعوة بظلِّها، وتحضنْك مع أهلها.. يوم لا ينفع إلا العمل0
هناك 8 تعليقات:
من أروع الكلمات
ان كانت من تأليفك فهى تستحق
الطباعة والنشر فى كل مكان لتعم
الفائدة
السلام عليكم
حقا افخر بأني بإذن الله سأكون من زوار مدونة حضرتك الدائمين ان شاء الله
ما شاء الله تدوينة ممتازة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربنا يبارك فيكم جميعا
ولكن الحق يقال هذه التدوينه ليست من تأليفى ولكنى وجدت بها ما يلامس الواقع ويطرق على القلوب
جزاكم الله خيرا على المرور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمات طيبة لها جاذبيتهاورونقها .. سلمت يد قائلها فكاتبها فناقلها
وأفادنا الله بها .. وجعلنا من الصنف الأول .. وهم البناء بالنسب .. نسأل الله العفو والعافية والهدي والتقي والعفاف والغني
تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق
أخيك
ماشاء الله مدونة حضرتك جميلة جدا
وفيها شفافية ونقاء
بجد بورك فيك
اخي انين الروح
سعدت بزيارة مدونتك ، بارك الله فيك على هذه الكلمات الطيبة .
حقيقة نحن احوج مانكون الى مثل هذه الكلمات التي تقف بالاخ على حقيقة نفسه واداءه ، وما ابتلينا به اليوم من الصنف الثاني -الذي ربما اكون واحدا منه عافانا الله واياكم- الا لغياب مثل هذا النصح ومثل هذه الكلمات الطيبة.
جزاك الله خيرا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هذه حملتك أتينا بها إليك
إلى متى الصمت
إلى متى نترك أمورنا يحمل همها غيرنا
فنحن لها إن شاء الله
مهما قالوا ومهما زيفوا الحقائق فتلك عقولنا باقية
ادعوكم للتفاعل مع الحملة بالتوقيع وبتحمل مسؤليتكم كاملة في إنجاحها فهي حملتنا جميعا
أنشروا لوجو الحملة ورابط المدونة والجروب لديكم
حثوا كل من تعرفوا على المشاركة والتفاعل
هدفنا ان نصل مليون فرد وسوف نصل أن شاء الله
بيك وبينا وكل امتنا هنعلنها ونقول
أنا بحب الإخوان
http://iloveikhwan1928.blogspot.com/
أرسلوا تلك الرسالة لكل من لديكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نريدك معنا في أداره الحملة
ليس للمشاركة وإنما لأمور أخرى اكبر
أن وافقتم أرجوا إضافة إيميل الحملة على الماسنجر للضرورة جدا
يتشرف موقع شرقاوى اون لاين بدعوة حضرتك لحضور ندوة بعنوان
آداب الخطوبة وفنون الاختيار
مع الدكتورة إيمان عزب الاستاذ بكلية الصيدلة
وذلك يوم الاثنين القادم في تمام الساعه 8.30 مساءا
http://sharkawyonline.net/vb/showthread.php?t=14166
إرسال تعليق